mardi 24 avril 2018

المرآة

لا أستطيع أن أطيل النظر للمرآة، لا أستطيع أن أحدق في انعكاس عيوني، بداخلي امرأة أخرى نزفت حتى تشوّهت و أخاف أن أراها. أخاف أن أواجهها فربما تكون هي أنا الحقيقية. أخاف مما يمكن أن اكتشفه، أخاف من كوني ضحية و لا أريد أن أثير شفقتي. أحيانا أفكر أن المرأة المشوهة تخفي هي أيضا امرأة أخرى، مثل دمى الماتريوشكا. هل تستحق أن أخاطر من أجلها و أزيح طبقات الحزن المتراكم؟ كم فقدت من روحي و كم سأفقد لو واتتني الجرأة و فعلتها؟ 

lundi 9 avril 2018

صراخ ليلي

مرت عشرون سنة و لا زلت اتساءل: هل حقا سمعت صراخهم ليلتها؟ النوافذ كانت مشرّعة و المدينة غارقة في السكون تحت وطأة الحر و الخوف. لا أحد في الشوارع، حظر التجول سارٍ منذ ساعات. المسافة بين غرفتي الآمنة نسبيا و بين العشوائيات لا تتعدى الكيلومترين على أقصى تقدير، لكن، هل هي كافية لأسمع الأصوات بهذا الوضوح؟ ربما كنت نائمة و تأثير المناخ العام على اللاوعي جعلني اعتقد انني سمعتهم. ربما فبركت ذاكرتي القصة لاحقا. بقيت في سريري أردد جميع الأسباب المنطقية التي تجعلهم لا يجرؤون على مهاجمة حيّنا. الهلع يمنعني من النوم.  

jeudi 5 avril 2018

سقوط متكرر

تنتظم أيامي على وقع اقترابه أو ابتعاده عني. يحلق بي عاليا ثم يختفي. أسقط كل مرة و أرتطم دون صوت. لا أحد يلاحظ ذلك، و لا حتى هو.
_ ماذا أكتب حول سبب الوفاة؟
_ سقوط متكرر

الزيارة

- سنذهب لزيارة المقابر يوم الجمعة.
_ لن آتي معكم.
_ لكنك لم تزوري أختك منذ مجيئك.
_ أزور من؟ ليست أختي، إنها مجرد جثة وضعتموها داخل القبر. لا اعرفها.

جثّة

في صباح ذلك الْيَوْمَ و أنا في طريقي للمدرسة رأيت جثة. لم تكن جثة قط أو كلب و لا أي حيوان آخر. لم تكن جثة بالمعنى المجازي أيضا. كانت جثة حقيقية، جثة إنسان. لم استوعب ماهيتها إلا بعد أن عبرت الطريق. كانت خلفي. نظرت من فوق كتفي، لازلت أرى كل التفاصيل: الجسم المسجى أمام محل الورد، اليد التي لم يكفها الغطاء الرمادي و بقع الدم. مضيت سريعا، نسيتها. ذاكرتي فقط احتفظت بها رغما عني. 

vendredi 30 mars 2018

كنّا خمسة

كنّا خمسة... نحن اليوم أربعة و أبدا لن نصبح خمسة مجددا. أخبروني يومها أن الحياة ستستمرّ رغما عن كل شيء. استمرّت الحياة، لكن ليس رغما عني. أتظاهر بأني أعيش و أتنفس و أخدعهم. هم لا يعلمون، لكننا نخدعهم و نلتقي كل ليلة. نخدع الجميع: الاقارب و الأطباء و المعالجين و الموت. نخدع الموت . كل ليلة أسرد تفاصيل يومي، نتحدث مطوّلا، أحيانا نضحك، أضحك بصوت مرتفع و يعتقدون أنني أحلم. كثيرا ما أبكي. وحدي.

لقد عاد

عادت الكوابيس و عاد معها الرجل الغامض... عاد يلاحقني، لكن هذه المرة هو في غرفتي، فوق سريري، خلفي. عاد بعد أن نسيته و دخل. من النافذة ؟ لا أعلم. هو فقط هنا, أشعر بأنفاسه على رقبتي, تماما كما كنت أشعر بنظراته تراقبني من خلف النافذة ثم من أمام السرير. عندما أكون لوحدي يقترب، كل مرة يقترب أكثر. لست نائمة و ليس كابوسا. أشعر به بوضوح، أقنع نفسي بأنني مستيقظة، أتذكر أي يوم في الأسبوع نحن، ماذا فعلت و أين أنا بالضبط. لا أستطيع الحركة لكنه ليس جاثوما، أفكر في هذا بينما هو خلف ظهري. لماذا لا أريده وهما أو كابوسا ؟  لماذا لا أقنع نفسي بالاستيقاظ بدل محاولاتي إقناعها بأنه حقيقي ؟ لماذا عاد ؟ لماذا لا أخبر أحدا عنه ؟ هل أخشى أن يختفي مجددا ؟  ربما...